أعزاء وأنا أشارككم بأول خاطرة لي على هذا المنبر ، أحببت إبداء رأيكم فيما كتبت
تداعب أصابعي ، تتحسسهما ، تحيط يديها أصابعي..
- يداك ناعمتان شديدتا البياض لا يشبهان أي شيء أو أي شعور، هما أجمل من أي شيء أطعم من أي ذوق ، أجمل من الجمال نفسه ، أطعم من الطعم ذاته، أبداً لا يقارنان بيدي الخشنتين على أية حال .
تبهجني مداعبتها تلك وهي تستكشفني بحدقتيها الصافيتين بين الفينة والأخرى وتظهر براعة فائقة في نقل حبها وشغفها نحوي واتحاد مشاعرها مع مشاعري،
يزرعني إحساسها في عنفوان ومرح وفي مرج طيفي الزهور والورود .
نسير معاً بخطى ويئدة .. ويتحد الكون معنا ليفيض بسعادته علينا، يقترب المصعد الكهربائي من كلينا، كم هو غريب هذا المصعد لكنه بشكله المقوس واتساعه الفاره المهيب يبدو كأنه كوكب دري سينقلنا نحو النجوم، ركبنا معاً وزادت روحنا اقتراباً وأحاسيسنا اتحاداً وكنا كروح واحدة في جسدين .. وغادرنا لكن إلى أين .. لا أدري؟! ..
وفي لحظة تلاشى كل ذلك .. لقد كان حلماً ناقصاً، أزيز مكيف الهواء القارس أيقضني من هذا الحلم اللذيذ، رغم الظلام الحالك الذي يجول في غرفتي حيث يسمح للأجساد الهالكة لتنام باطمئنان وسفر طويل ، خميس الذي يشاركني الغرفة كعادته يتحفز لكل شاردة وواردة ، حتى وهو في سباته ، يغمض عيناً ويفتح أخرى، فاجأني بسؤاله:
- ها ، ماذا هناك؟ ، ماذا حصل؟
- أجيبه : لا شيء يا خميس فقط أكمل نومك - المضطرب - وكل شيء سيكون بخير، سأذهب قليلاً للحمام ، ودع أسئلتك لصباح الغد
دسست جسدي تحت لحافي الرثين هارباً من صقيع مكيف الهواء، ألملم خيوط حلمي الوردي ، بعيداً عن أجواء الغرفة وعن أسئلة خميس وشخير عبيد الذي يختلف بنغماته يوماً عن يوم .
أحاول بصعوبة لملمة شتات حلمي – المشتت أصلاً – وأنتقي بعض اللقطات التي تربطني بالواقع المحيط ، كلها ذكريات ومعاني وأبجديات أكن لها من الحب ما أعجز عن التعبير عن بكلمات قد تطول أو تقصر .
رغم ما شاب حلمي الجميل من هوامش وحواشي قد تكون ذات صلة أو لم تكن بحلمي الوردي ، إلا إنه بدا لي كمحارة تضم أنفس جوهرة على الإطلاق .